دبي.. دانة الدنيا
دبي، المدينة المبهرة التي صُنعت بيد فنان، تتحول فيها الطاقة إلى ثقافة فريدة وينبع من الجماد فنون ساحرة، وتستنبت من البيئة إبداعاً، وتتحول فيها القوة إلى جمال خلاب.
تلك المدينة التي تُشكل ملتقى للعقول، تضفي تناغماً رائعاً بين الفن والعمارة والقيم الإنسانية. تتأرجح دبي بين أحضان الفصول، فلا نملها أبداً، يعبر الناس أروقتها ويغادرون، ومع ذلك تبقى دائماً مكاناً خالداً في قلوبهم.
كانت حكمة وليام شكسبير صائبة عندما قال: "ما المدينة إلا أهلها؟" إذ أنهم أهل دبي الذين صنعوا منها حلماً يتوق إليه قلوب شعوب العالم. وتعتبر دبي الثانية بين الإمارات السبع من حيث المساحة التي تبلغ 4114 كيلومتراً مربعاً، تشكل 5% من مساحة الدولة من دون الجزر.
تقع دبي على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية في الركن الجنوبي الغربي للخليج العربي، وبطول يبلغ نحو 72 كيلو متراً، وتحدها أبوظبي من الجنوب، والشارقة من جهة الشمال الشرقي. ترتفع دبي عن مستوى سطح البحر بحوالي 16 متراً (52 قدماً). وتتبع إمارة دبي منطقة حتّا الجبليّة والتي تبعد عنها مسافة 100 كيلو متر تقريباً على الحدود مع سلطنة عمان. مدينة دبي يقسمها خليج مائي يسمى خور دبي إلى قسمين: الجنوبي "بَر دبي"، والشمالي "ديرة".
وتتميز دبي بوجود العديد من الشواطئ الرملية الساحرة على الجانب الغربي، بالإضافة إلى أشجار القرم الاستوائية الخضراء في الجانب الشرقي للخور. كما تضم المناطق الداخلية للمدينة صحارٍ شاسعة، بينما تنتشر الوديان الخلابة في منطقة حتا.
وتتميز المدينة بتنوعها الثقافي، حيث يطلق عليها العديد من الألقاب مثل لؤلؤة الخليج ودانة المدن ودانة الدنيا، تقديراً وعرفاناً لمكانتها وطبيعتها الفريدة وأجوائها الساحرة التي تجمع بين ثراء التاريخ وأصالة التراث وأحدث المستجدات في التكنولوجيا ونمط المعيشة.
التأسيس
يعود تاريخ تأسيس دبي إلى عام 1833، حيث استقر حوالي ثمانمائة شخص من قبيلة بني ياس بزعامة آل مكتوم في منطقة الخور.
وكانت دبي القديمة تتألف من ثلاثة أقسام رئيسية هي: الشندغة وبر دبي وديرة. وتعتبر الشندغة أقدم الأحياء في المدينة حيث كانت مركزاً للحاكم وتضم مساكن البحارة والنواخذة.
حكّام دبي
حكمت أسرة آل مكتوم الكريمة دبي منذ العام 1833م وكان لها الأثر الأكبر في ازدهار دبي وتطوّرها لتصبح من أبرز المراكز التجارية والسياحية في المنطقة والعالم بأسره.
وتنحدر أسرة آل مكتوم من قبيلة بني ياس، وهي من القبائل العربية الكبرى التي لعبت دوراً رئيسياً في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد على مر العصور.
وينتمي آل مكتوم إلى أحد أقسام تلك القبيلة (آل بوفلاسة) التي يعود الفضل لها في استقرار دبي منذ أن تولى الشيخ مكتوم بن بطي مقاليد الحكم فيها في عام 1833م ليصبح أوّل حاكم لدبي من عائلة آل مكتوم.
وتعاقب على الحكم شيوخ من آل مكتوم حتى تولّى سدّة الحكم في دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وبفضل حنكته وحكمته، شهدت إمارة دبي في عهده ازدهاراً لم يسبق له مثيل في تاريخ الإمارة بعد أن استطاع تحويل دبي إلى منطقة حضرية عالمية ومركزاً لكبار الشركات العالمية والجذب السياحي والرخاء الاقتصادي.
وتولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سدة الحكم في إمارة دبي في الرابع من يناير عام 2006، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، والذي تولى حكم دبي بعد وفاة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في نوفمبر 1990.
وأصبحت دبي في ظل قيادة سموه واحدة من أهم وأشهر وأبرز المدن وأكثرها تطوراً في العالم.
راشد بن سعيد آل مكتوم
قاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، إمارة دبي خلال الفترة من 1958م وحتى 1990م،
واتسمت قيادة سموه بالحكمة واستشراف المستقبل، ووضع لبنات دبي الحديثة، وأنشأ أساس التنمية المستدامة في دبي التي طورها خلفاؤه حتى أصبحت دبي من أكثر دول العالم تقدماً ورخاء.
وساهم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تحقيق حلم الوحدة الذي صار حقيقة واقعة بالإعلان عن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971.
النشأة
ولد الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم بن حشر بن مكتوم (الأوّل) بن بطي بن سهيل الفلاسي في عام 1912م، ونشأ في كنف والده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم - رحمه الله - الذي اشتهر بالورع والتقوى وسمو الأخلاق وحبّه الكبير لمواطنيه.
وترعرع الشيخ راشد "طيب الله ثراه" في كنف والدته الشيخة حصة بنت المر -رحمها الله- التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس المواطنين واعتبروها أماً لدبي بأسرها.
وتعلم الشيخ راشد "رحمه الله" الديمقراطية والشورى الحقيقية من والده وعلاقته المميزة والوطيدة مع مواطنيه.
ويعتبر تأسيس دولة الإمارات العربية المتّحدة في عام 1971م من أعظم الإنجازات التي يسجّلها التاريخ لكل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم "طيب الله ثراهما".
وطوال فترة حكمه التي امتدت من عام 1958 حتّى 1990، كان دأبه هو تحقيق الخير والرفاهية والاستقرار للمواطنين وتوفير الخدمات الأساسية لهم، وتأمينهم على يومهم وغدهم، ووضع خطط تنمية وتطوير مشاريع البنية التحتية والعمرانية والتجارة.
مكتوم بن راشد آل مكتوم
ولد الشيخ مكتوم عام 1943م، وهو الابن الأكبر للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وفي أوائل الستينيات بعثه والده لإتمام تعليمه في بريطانيا.
ويعد الشيخ مكتوم أوّل رئيس وزراء لدولة الإمارات العربية المتّحدة عند إنشائها عام 1971م، وتولى حكم دبي رسمياً بعد وفاة والده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في أكتوبر 1990، كما تم تعيينه نائباً لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيساً لمجلس الوزراء.
وسار الشيخ مكتوم على خطى والده في تحديث وتطوير دبي، وأسس العديد من المشروعات التنموية التي أحدثت تحولاً كبيراً في حياة المواطنين.
واهتم الشيخ مكتوم بن راشد بمشروعات البنية الأساسية لدبي، بما في ذلك شبكات الطرق الحديثة والمتنزهات والمرافق الرياضية إلى جانب توسيع وتطوير مطار دبي الدولي ليعكس مكان الإمارة كمركز للطيران على مستوى العالم.
وشهدت دبي نهضة كبيرة ونقلة حضارية هائلة رعاها وطورها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي تولى الحكم خلفاً لأخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم الذي توفي في يناير 2006.
ومازالت دبي تبهر العالم بإنجازاتها تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "رعاه الله"، صانع معجزة دبي الحديثة.
مبادرات محمد بن راشد.. رؤى تستشرف مستقبلاً مستداماً
يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي "رعاه الله"، أن الإنجازات لا نهاية لها، والتميز ليس له حدود، وأن العطاء عملية خلاقة مستمرة متجددة، لذلك تتوالى مبادرات سموه ومشاريعه التي تركز بصفة خاصة على العلم والمعرفة، ودعم مهارات الشباب لتأهيلهم لصناعة المستقبل، مع اهتمام خاص بالإبداع والابتكار.
مبادرات بطابع عالمي وإقليمي، تتخطى حدود الوطن، تستهدف رفعة الإنسان والمجتمع من المستحيل حصرها.
ولعل من أهم مبادرات سموه مخطط رؤية الإمارات 2021، الذي أطلقه في 2010، مستهدفاً أن تصبح الإمارات ضمن أفضل دول العالم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تزامناً مع اليوبيل الذهبي للاتحاد الذي احتفينا به بالفعل في 2021.
المراكز الأولى عالمياً
حولت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دولة الإمارات إلى نموذج للتطور والحداثة والتقدم، فقد حققت الإمارات المراكز الأولى عالمياً في 110 من المؤشرات التي ترصدها أهم التقارير التنافسية العالمية، وتصدرت عربياً في 473 مؤشراً، ودخلت نادي العشرة الكبار في 327 مؤشراً عالمياً.
كما أطلق سموه "مئوية الإمارات 2071"، والتي تشكّل خريطة واضحة للعمل الحكومي طويل المدى، تستهدف أن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
ولأن سموه لا يقبل سوى بالتميز، نجحت حكومة دبي في التحوّل لحكومة إلكترونية بالكامل، لتصبح بذلك الأولى من نوعها على مستوى العالم أجمع.
ولم يكتف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بذلك، بل قام أيضًا بإطلاق مشروع ضخم لتحويل دبي إلى مدينة ذكية، من خلال إدارة جميع مرافقها وخدماتها بواسطة أنظمة إلكترونية ذكية متطورة ومترابطة.
وفي مجال الفضاء، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن لحاق العرب بعصر الفضاء لم يعد مستحيلاً، وأن الإمارات ستكون رائدة في هذا المجال، تنافس بثقة وشجاعة الدول الكبرى في ذلك الميدان الاستراتيجي المهم.
ومن هنا انطلق مشروع "مسبار الأمل" الذي استكشف كوكب المريخ متزامناً مع الذكرى الـ50 لقيام دولة الإمارات، لتصبح الإمارات ضمن تسع دول في العالم لديها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
كما أطلقت الإمارات مشروع "المريخ 2117"، والذي يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، وبناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام.
ولا تقتصر النهضة الفضائية الإماراتية على ذلك فهناك مشروع «راشد»، لاستكشاف القمر، ومشروع القمر الاصطناعي "MBZ-Sat"، ومهمة لاستكشاف كوكب الزهرة وسبعة كويكبات أخرى في المجموعة الشمسية.
ويعد "مركز محمد بن راشد للفضاء" ركيزة لعلوم المستقبل، والمنافسة بقوة في مجالات الفضاء والعلوم المتقدمة والاختراعات من بينها إطلاق ابتكارات جديدة في المشاريع والتطبيقات الفضائية، المتمثلة في مشروع «خليفة سات" و"نايف -1" و«صافي".
وفي المجال الاقتصادي، أطلق سموه العديد من المبادرات الخلاقة من بينها مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي"، وفي عام 2012، دشن سموه استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، وهي مبادرة تستهدف أن تكون دولة الإمارات مركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إلى جانب الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصادياً طويل المدى.
وتتوالى الإنجازات البيئية بتدشين سموه مشروع "الهيدروجين الأخضر" في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي.
كما عزز إكسبو 2020 مكانة دبي والإمارات عالمياً بعد أن تم تنظيمه تحت شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل».
وأسس سموه مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، لترجمة فكر سموه الإنساني، مستهدفة تحقيق التنمية البشرية لأكثر من 130 مليون إنسان عبر توفير الصحة، ومكافحة الأمية، والفقر، ونشر الثقافة وتطوير التعليم، والعمل على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم الحوكمة الرشيدة في المنطقة، إضافة إلى توفير أكبر حاضنة للمبتكرين، والعلماء، والباحثين العرب.
ويرتكز عمل المؤسسة على خمسة مجالات رئيسة هي
- المساعدات الإنسانية والإغاثية
- الرعاية الصحية ومكافحة المرض
- نشر التعليم والمعرفة
- ابتكار المستقبل والريادة
- تمكين المجتمعات
ولم يتوقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تحفيز المبدعين وتشجيعهم عبر المبادرات والجوائز الرائدة الرائعة ومن بينها جائزة الصحافة العربية، جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، جائزة دبي للقرآن الكريم، جائزة رواد الأعمال الشباب.
وفي مجال الثقافة والمعرفة، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلبة في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب في "تحدي القراءة العربي"، إضافة إلى مبادرات خلاقة مثل مشروع تحدي الترجمة ومبادرة مليون مبرمج عربي.
وينطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إنجازاته ومبادراته من إيمان راسخ بأن الاستثمار في البشر أفضل وأضمن استثمار وأن الرهان على أبناء الإمارات رهان مضمون، وأن الابتكار والإبداع هما طريق صناعة المستقبل وهي عملية مستدامة يضطلع بها القادة أصحاب الرؤية والجسارة والإرادة.
المراكز الأولى عالمياً
حولت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دولة الإمارات إلى نموذج للتطور والحداثة والتقدم، فقد حققت الإمارات المراكز الأولى عالمياً في 110 من المؤشرات التي ترصدها أهم التقارير التنافسية العالمية، وتصدرت عربياً في 473 مؤشراً، ودخلت نادي العشرة الكبار في 327 مؤشراً عالمياً.
كما أطلق سموه "مئوية الإمارات 2071"، والتي تشكّل خريطة واضحة للعمل الحكومي طويل المدى، تستهدف أن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
ولأن سموه لا يقبل سوى بالتميز، نجحت حكومة دبي في التحوّل لحكومة إلكترونية بالكامل، لتصبح بذلك الأولى من نوعها على مستوى العالم أجمع.
ولم يكتف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بذلك، بل قام أيضًا بإطلاق مشروع ضخم لتحويل دبي إلى مدينة ذكية، من خلال إدارة جميع مرافقها وخدماتها بواسطة أنظمة إلكترونية ذكية متطورة ومترابطة.
وفي مجال الفضاء، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن لحاق العرب بعصر الفضاء لم يعد مستحيلاً، وأن الإمارات ستكون رائدة في هذا المجال، تنافس بثقة وشجاعة الدول الكبرى في ذلك الميدان الاستراتيجي المهم.
ومن هنا انطلق مشروع "مسبار الأمل" الذي استكشف كوكب المريخ متزامناً مع الذكرى الـ50 لقيام دولة الإمارات، لتصبح الإمارات ضمن تسع دول في العالم لديها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
كما أطلقت الإمارات مشروع "المريخ 2117"، والذي يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، وبناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام.
ولا تقتصر النهضة الفضائية الإماراتية على ذلك فهناك مشروع «راشد»، لاستكشاف القمر، ومشروع القمر الاصطناعي «MBZ-Sat»، ومهمة لاستكشاف كوكب الزهرة وسبعة كويكبات أخرى في المجموعة الشمسية.
ويعد «مركز محمد بن راشد للفضاء» ركيزة لعلوم المستقبل، والمنافسة بقوة في مجالات الفضاء والعلوم المتقدمة والاختراعات من بينها إطلاق ابتكارات جديدة في المشاريع والتطبيقات الفضائية، المتمثلة في مشروع «خليفة سات» و«نايف -1» و«صافي».
وفي المجال الاقتصادي، أطلق سموه العديد من المبادرات الخلاقة من بينها مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي»، وفي عام 2012، دشن سموه استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، وهي مبادرة تستهدف أن تكون دولة الإمارات مركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إلى جانب الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصادياً طويل المدى.
وتتوالى الإنجازات البيئية بتدشين سموه مشروع "الهيدروجين الأخضر" في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي.
كما عزز إكسبو 2020 مكانة دبي والإمارات عالمياً بعد أن تم تنظيمه تحت شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل».
وأسس سموه مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، لترجمة فكر سموه الإنساني، مستهدفة تحقيق التنمية البشرية لأكثر من 130 مليون إنسان عبر توفير الصحة، ومكافحة الأمية، والفقر، ونشر الثقافة وتطوير التعليم، والعمل على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم الحوكمة الرشيدة في المنطقة، إضافة إلى توفير أكبر حاضنة للمبتكرين، والعلماء، والباحثين العرب.
الاقتصاد
برزت دبي كوجهة عالمية رائدة في عالم المال والأعمال، وعززت من سمعتها كواحدة من الاقتصادات الرائدة في المنطقة والعالم نظراً لتنوع مصادرها وتبني التقنيات الحديثة.
وتعتبر "دانة المدن" من أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم، بما تمتلكه من رؤية طموحة وعقول متميزة، والسعي المستدام لخلق اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية.
ويدعم ذلك تميز موقعها الجغرافي الاستراتيجي بكونه همزة وصل للحركة التجارية التي تربط شرق العالم بغربه.
وشكل خور دبي في الماضي ميناء طبيعياً للمنطقة، مما أدى لاحقاً إلى بروز دبي كمركز لصيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة. ومع بداية القرن العشرين، أصبحت دبي ميناء شهيراً وكانت السوق الواقعة في جهة ديرة هي الأكبر في المنطقة الساحلية.
ومع اكتشاف النفط في عام 1966، شهدت دبي تطوراً هائلاً وتحولات جوهرية في نمط الحياة. انطلقت عملية تصدير النفط عام 1969، وأعقب ذلك تغييرات اقتصادية هامة على مدى العقود الثلاثة اللاحقة. هذه التطورات المتسارعة ساهمت في تحويل دبي إلى مركز اقتصادي متقدم ومزدهر كما نشهده اليوم.
وكانت دبي الأولى عالمياً في تأسيس المصارف الإسلامية في السبعينات بالإضافة إلى سوق دبي المالي.
وفي الثمانينيات وبداية التسعينيات، اتخذت دبي قراراً استراتيجياً بالعمل في اتجاه أن تصبح الإمارة وجهة سياحية عالمية، والذي تحقق من خلال الاستثمارات الضخمة التي شهدها قطاع السياحة.
ولم يعد اقتصاد دبي معتمداً على النفط فقط، بل أصبح متنوعاً ويرتكز بشكل أساسي على قطاعات السياحة والتجارة والخدمات والتمويل، ويتمتع بتكلفة تنافسية ومستوى معيشة مرتفع. ويعمل في خدمة هذا الاقتصاد العديد من الخطوط الجوية والبحرية والبرية.
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، مطلع العام الجاري 2023، أجندة دبي الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة.
وحقق اقتصاد دبي أداءً قوياً سجلت فيه الكثير من القطاعات مستويات قياسية، ما يبشر بأداء استثنائي خلال العام الجاري يتحدى كل الظروف العالمية الراهنة.
ويتزامن هذا النمو القوي مع تصاعد مؤشرات الثقة بأداء الاقتصاد خلال الأعوام القادمة.
السياحة
يحقق القطاع السياحي في الإمارة ازدهاراً ملحوظاً في كافة المجالات والمنشآت التي تضم الفنادق الأماكن الترفيهية والفعاليات الرياضية والثقافية والفنية، وتقدم مزيجاً مبتكراً رائعاً من الثقافة والتراث والترفيه والرفاهية والمغامرة.
وحقيقة إذا أردت أن تطوف العالم في مدينة فاذهب إلى دبي، هنا تعيش المتعة وتصنع الذكريات وترى العالم برؤية جديدة رائعة، وتعيش مغامرة العمر كله.. ترى تعيش تنبهر تصمت إجلالاً ثم تروى حكايات أجمل أيام حياتك.
وبحسب بيانات لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، فإن الإمارة تحقق زيادة ملحوظة في أعداد السياح وتدفقاً هائلاً، يقدم برهاناً جديداً على قدرتها على تحقيق أداء اقتصادي استثنائي متنامي.
ويعزز من التوقعات المتفائلة، سعي الحكومة باستمرار إلى توفير وتحديث البنية الأساسية التي تجذب الزوار من كافة الفئات، وتقدم لكل سائح ما يشتهيه ومالا يتخيله من سعادة وراحة ومتعة.
وبالإضافة إلى المراكز التجارية الحديثة، تضم المدينة مشاريع عملاقة بمستويات ومواصفات عالمية، يعززها تنوع الاحداث والبرامج والأنشطة، والمهرجانات بأفكار، وتنفيذ خبراء ومبدعين.
تراث دبي.. تاريخ يصنع المستقبل
تحرص دبي على صون التراث الثقافي والتاريخي وتعتبره هدفاً استراتيجياً يعكس تمسك أبنائها بالهوية الإماراتية، والتزامهم بإظهار القيم والأبعاد الحضارية والإنسانية التي صنعوها عبر الزمان. ويأتي ذلك من إيمان راسخ بأن ماضينا هو من يُشكل مستقبلنا ويدعمه، وأن تراثنا هو من يُحدد هويتنا ويدعم مستقبلنا، وهو مصدر تفردنا وتميزنا، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن ما تعلمناه من آبائنا هو ما يُشكل حياتنا، ويكتب لمجتمعنا التفرد والتميّز.
وتأكيداً على مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، ومقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «الحداثة والمعاصرة لا تكتملان إلا باستيعاب التاريخ والتعلّم من دروسه، والاحتفاء بما منحه لنا من شواهد تنقل لنا صورة الماضي الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا، وكيف صنعوا البدايات الأولى لنهضتنا الحديثة»، وبتوجيهات من سموه تمَّ الحفاظ على الإرث التاريخي والمعالم الأثرية التي تضمها الإمارة.